كانت تمارا وراءهم ولكنها سمعت كل شيء ثم قالت:كان عليه أن يسألني بدلاً من رويا الغبيه...يستحق ما قال له زياد ...زياد اين رأيتك يا ترى اين ؟
وفي الطريق الى البيت ساد صمتا شامل بين رويا وزياد ارادت رويا قطع الصمت عند ما قالت :لا اصدق ماحدث ؟
استدار زياد اليها ووقف ثم قال :مالذي حدث
يارويا ؟
اخرجت شهقه من صدرها ثم قالت :امي قررت الزواج)
استغرب زياد :ماذا؟متى اقصد كيف ؟من من؟)
(انه الدكتور هشام صديق امي من المشفى)
صمت زياد قليلا ثم سألها :وما موقفك من ذلك؟
(موقفي سأرفض بألتاكيد هذا لايعقل تستبدل والدي برجلاً مثل ذلك الشخص...)
رد عليهازياد بعقلانيه:رويا الماضي ليس الا رماد يقدسه الناس والداك مات منذ اكثر من عشر سنوات ووالدتك سيدة جذابه وفاتنه وشديدة الجمال وفوق هذا هي ايضا جراحه قلب ماهرة ومن الطبيعي أن يكون لها شريك أفهمي ارجوك)
ضحكت رويا بسخريه وقالت:انت لاتفهم انه....
قاطعها زياد بقوله :بل انت التي لاتفهم هنا امك أخبرتك لأنها تحبك ويهمها رأيك وموقفك رويا ليس عليك أن تفسدي سعادة امك يجب أن تتقبلي الأمر)
وقالت رويا:أتقبل الأمر لأاستطيع هذا صعب جداً),توقفت وانتظرت حتى يستمر في كلامه وقال اخيرا:أعتذري الى امك يا رويا)
(ربما قد أفعل سأرى أن كنت استطيع),وتابعا المشي في صمت وحاولت رويا أن تجعل صوتها مرحاً ويتسم بالدعابه عندما قالت:هل أعجبتك مدرستنا؟)
(نعم بها الكثير من الفتيات الجميلات)
(هذا كل ما يهم الفتيان اليس كذلك؟
(ربما بالمناسبه ذلك الفتى الذي قبل قليل من هو؟
(انه فتى يزعجني كثيراً ويتصرف بتهذيب وهدوء دائماً اظنه فقط يتصنع ذلك )
وقال زياد بفضول مفاجىء :لقد بدأمهتماً بك صحيح؟
قالت باقتناع:لالا انه فقط يهتم بازعاجي صدقني بالمناسبه ما أخبار والدك؟
(آه ابي لقد اتصل البارحه واخبرني انه وجد له عمل في القاهره)
(آوه قد يصبح والدك سيد الأعمال الأول في مصر)
قال زياد:كفى سخريه لن يحصل هذا ابداً .
(لاتيأس ولكن أتعلم ما يعجبني في والدك)
ماذا؟
(انه الاصرار والمواصله للبحث عن عمل رغم الظروف)
(معكي حق انه رائع ما أن أتخرج من المدرسه والجامعه واحصل على وظيفه فلن أدعه يعمل ابداً)
(أذن هذا يتطلب منك أن تبذل جهداً اكبر في الدارسه يا زياد
بألتاكيد سأفعل سوف نحقق احلامنا معاً.
حسناً هذا وعد يا زياد .
وفي السوق الساعه الرابعه عصراً كانت تمارا تتسوق وفجأة خطر على بالها زيادوقفت تفكر كثيراً فيه وهي تسأل نفسها اين رأته؟وفجاة رأت مازن جالساًعلى مقعداً وهو بدأ غارقاً في التفكير وقالت لنفسها:يالها من فرصه سأذهب اليه لالن اذهب سيظن انني ألحقه)ولم تذهب اليه بل غيرت طريقه ودخلت المركز التجاري.
أما مازن فقد كان واضعاً يده على خده يفكر ويقول:يالي من غبي مالذي فعلته اليوم ؟ما كان علي الغضب لقد صرخت في وجهه رويا حقاً انا غبي غبي غبي ولكن هل انا احب رويا حقاً؟لااعلم ماهي
مشاعري نحوها بعد لكن لن ادع زياد يحصل عليها.
وفي المساء بالمشفى خرجت جوريه الساعه الثامنه التقها هشام قبل أن تخرج وسألها الى اين تذهب؟ارتبكت ثم قالت:سأذهب الى السوق لشراء بعض الحاجات)
(حسناً كوني حذرة)
(الى اللقاء وتصبح على خير).
أما رويا فقد كانت تنتظر امها لتعتذر لها وتخبرها انها موافقه ,لكن الوقت تأخر ولم تعد بعد شعرت رويا بالنعاس ونامت ,اما جوريه فقد عادت الساعه الحاديه عشرة وجلست على الأريكه وبدأت بالبكاء ثم قالت :لم يعد لدي خيار سوف اقول الحقيقة ارجو أن تسامحني رويا )
وصباحاً لم تستيقظ رويا مبكراً فخرجت مسرعه قبل أن تقول شيء لوالدتها فقالت امها :خذي طعامك معك يارويا)
(حسناً امي لدي ما اخبرك بعد المدرسه انتظريني سأذهب آلان ).
وامام باب المدرسه التقت رويا بزياد حياها بابتسامه وقال:صباح الخير )
(صباح النور يا زياد ...آه لقد مللت من هذه المدرسه كل يوم...)
(ماذا ليس لديك عملاً الا المدرسه والتسكع أليس كذلك يا رويا؟
(غبي بالتأكيد لدي اعمال أخرى..
مثل ماذا؟
(لن اذكر أي شيء يا فضولي),رن جرس الدخول وركضا الى الفصل رأتهما تمارا وارتسمت بسمه ساخره على فمها وهي تلوي أطراف شعرها بأصابعه كعادتها ثم قالت:ها قد جاء روميو وجوليت).
دخل المعلم الفصل وحياهم وجلسوا وبدأت حصه الرياضيات,كان مازن منزعجاً جداً وهو ينظر الى زياد,وبعد لحظات من بدأيه الدرس بدأت رويا تمل من الحصه ثم قالت لزياد:لقد تهت لاأدري مالذي يشرحه الأستاذ صا حب النظاره)
رد عليها :معك حق وانا لم اعد افهم شيئاً من ما يقول أتعلمين ان كل استاذ رياضيات قابلته في حياتي يكون مزعج وثرثار)
(هذا صحيح مزعج وثرثار بقدر ازعاجك وغباءك)
ماذا قلتي يا سيدة الغباء والفشل؟
(اصمت انت مزعجاً جداً)
(غبيه ثرثارة وفاشله...
أحمق ومغرور واناني ايضاً.
انزعجت تمارا من ازعاجهما رفعت يدها ثم قالت للمعلم:ياأستاذ لاأستطيع أن افهم شيئاً من الازعاج الذي هنا)
قطب المعلم جبينه قائلاً:من يزعج في وقت الدرس؟
قالت تمارا:انها رويا وزياد)
تدخل مازن وقال :بل انا من كان يزعج ياأستاذ)
انزعجت رويا لتدخله ثم قالت له:لاتتدخل فهذا لايعنيك أيها المعلم من كان يزعج هو انا وهذا الغبي زياد)
رد زياد بصوتاً عالي :ماذا؟..الغبي زياد بل انت الغبيه)
ردت تمارا قائله:صدقت يا زياد فهي كذلك
قالت رويا:ماذا قلتي يا تمارا القبيحه؟
طردهم المعلم خارجاً واخذهم الى مكتب المدير لمعاقبتهم,وفي مكتب المدير أخذ المدير ينظر الى وجوههم وقال:غير مألوف غير مألوف غيرمألوفه ...مألوفه رويا كنت اعلم أن لك يداً في المشكله)
(لست لوحدي هذه المرة انظر الى هؤلاء المشاغبين الثلاثه)
قال المدير:هذه أول مرة يأتوا الى مكتبي اما انتي فأراك في كل أسبوع اربع مرات لقد تعبت من مشاكلك هذه المرة سيكون العقاب شديد)
خطرت على بال رويا فكرة اقتربت من أذن المدير وقالت :سيدي المدير أعرف شابه في غايه الجمال تبحث عن شخصاً بمثل مواصفاتك ووسامتك ما رأيك أتريد رقمها؟
(حقاً..من هي؟ أعطيني رقمها)
(حسناً اليك رقمها...
أخرج المدير هاتفه وبدأ بكتابه الرقم وهو رجلاً في الستين من عمره,ثم قالت رويا:أنخرج ياسيدي؟
(نعم هيا اذهبوا هيا,وخرجوا كان متحمساً لمكالمه هذه الشابه وعندما اتصل ردت عليه امرأة عجوز قطع الاتصال ثم قال:لقد خدعتني تلك الفأرة الصغيرة رويا اللعينه لن تفلتي مني في المرة القادمه).
وفي الطريق الى الفصل, قال زيادمعجباً بفكرة رويا :لم أكن اعلم انك خطيرة الى هذه الدرجه أهي شابه جميله كان عليك أن تعطيني رقمها أنا)
ردت بغرور:بالتأكيد فأنا ذكيه وسيدة المواقف الصعبه اليك أمراً أنها ليست شابه اطلاقاً بل انها السيده العجوز التي تعمل في مطعم البحر لاتقلق سوف يتفقا ويتزوجا في النهايه أن واثقه)
(انا متأكد انها سوف تشكرك عندما تعلم)
(انا متأكدة من انها سوف تعطيني وجبه مجاناً)
نظرت تمارا الى رويا ثم قالت:ماهذا الأسلوب الفظيع الذي فعلته؟)
ضحكت رويا بسخريه قائله :أسلوب فضيع...هل هذا بدلاً من شكري لأنقذكم من ذلك الموقف؟)
(في أحلامك أن أشكرك)
قالت رويا:انتي لاتهميني في الأصل يا قبيحه)
(ماذا هل تريدي شجاراً ياهذه؟)
تدخل زياد بينهما قائلاً:هذا يكفي ولنعد الى الفصل قبل أن نعاقب الى مكتب المدير ثانياً).
وبعد المدرسه سأ ل زياد رويا بفضول قائلاً:تحدثتي الى والدتك؟)
اجابت رويا:لالم تأتي مبكراًالبارحه وهذا الصباح تأخرت في النوم وخرجت الى المدرسه سوف أكلمها عندما اعود)
(حسناً يسعدني كثيراً انك سوف تتصالحي اخيراً مع أمك)
ردت برضا قائله:معك حق يجب الا تكون بيننا أي خلافات تافهه فهي أمي في النهايه).
وامام باب منزل رويا توقفا ثم قالت :الحمدلله سيارتها هنا سأدخل آلان)
قال لها :بالتوفيق أراك في المساء)
حسناً....
دخلت رويا المنزل نظرت الى الأرض فاذا بها ملطخه بالدماء رمت الحقيبه من يدها واتسعت عيناها مذهوله تجمدت مكانها دون حركه انتابها ذعر وتقلص قلبها وشعرت بأن كل عصب في جسمها يؤلمها تقدمت خطوة وراء خطوة حتى وصلت صاله الجلوس نظرت الى الأريكه فاذا بوالدتها في الأرض مرميها مغطاة بالدماء رأتها رويا وبدأ قلبها ينبض بسرعه والدموع نزلت كالمطر على خدها وصرخت بصوتاً عالي:أمي أمي امي...
كان زياد لم يبتعد كثيراً من منزل رويا وسمع صوتها عندما كان يتحدث في الهاتف ركض مسرعاً فتح الباب ودخل وتوقف عندما رأى رويا تمسك بوالدتها الى حضنها وهي تبكي توقف مكانه مصدوم فتح فمه ليقول أي شيء ولكن لم يستطع قول كلمه.
بينما رويا ممسكه بوالدتها ويديها وملابسها مغطاة بالدماء وهي تقول:أمي أمي لماذا لا تردي علي ؟امي استيقظي هذا ليس وقت المزاح ....امي امي لاتموتي لمن سأتتركيني امي هل تسمعيني ؟)
اتصل زياد بالدكتور هشام من هاتف جوريه المرمي على الأرض قائلاً له :ارجوك تعال يا دكتور..)
(ما الأمر ؟ماذا حدث؟من انت؟ولماذا تتصل من هاتف جوريه؟
تردد زياد للحظه طويله ثم قال:السيدة جوريه.....
(ماذا بها جوريه؟تكلم يا فتى تكلم)
(لقد توفيت...
ماذا تقول؟
اغلق زياد الهاتف واتجاه نحو رويا يحاول أن يخفف عنها ولكنها صرخت قائله:ابتعد عني اريد أن ابقى مع امي)
(رويا اهدأي ارجوك...
ابتعد ابتعد هيا اخرج من هنا اخرج...
جاء هشام والتفوا الناس واتصل بالشرطه وجاءت الشرطه وارسلوا المسدس الذي تحت جثه جوريه الى المختبر وبعد فترة قال المحقق:اسف لقول ذلك ولكنها قتلت نفسها)
أجاب هشام رافضاً:لايمكن ذلك جوريه ليست من النوع الذي يقتل نفسه ارجوكم تأكدوا)
(سيدي لقد تأكدنا فبصمات السيدة موجوده على المسدس ولايوجد بصمات لأحد غيرها ثم هذه ليست سرقه فكل شيء في مكانه ولاشيء يدل على انه اقتحام اسف وآلان أعذرونا سوف نذهب).
جلس زياد ووضع يده على رأسه قائلاً بيأس وحزن :لااصدق مستحيل لماذا لماذا يحدث هذا؟
اما رويا فقد اخذها زيادالى غرفتها وهي تبكي بجنون خرج زيادوتركها لوحدها وظلت تبكي طوال اليوم ,اما هشام فقد رتب للجنازة في صباح اليوم التالي وكانوا هم مسيح .
وفي الصباح حضر كل اصدقاء جوريه واهل هشام للجنازة,دخل زياد على رويا واخذها قائلا:يجب أن تأتي لتودعي امك).رويا لم تجب بأي كلمه وخرجت.
وفي المقبره وبعد دفن جوريه قام كل واحد بوضع زهرة بيضاء على قبرها وتوديعها,تقدم هشام واخذ زهرة ووضعها على قبرها وقال بصوتاً حزيناً وهو حابس الدموع:وداعاً ياألطف واطيب امرأةقابلتها في حياتي شكراً لأنك منحتني السعادة في لحظه من لحظات حياتي لن أنساك ما حييت وداعاً يا حب حياتي وداعاً يا عزيزتي جوريه),ونهض وجاء بعده زياد جلس ووضع الزهرة وقال:شكراً لك يا سيدتي لأنك اهتممتي بي منذ قابلتك... سيدتي اعدك بأن اظل بجانب رويا الى النهايه سوف اكون النور عندما تسلك درباًمظلماً وسأكون دائماً درعاً لروحها وقلبها اعدك آلان وفي هذا المكان....).
الكل ودع جوريه ولم يبق الا رويا نهضت وهي تشعر بثقل في كل جسمها حتى بثقل في لسانها وقلبها مشت غير مصدقه أن هذا حقيقه وهي تمشي باتجاه قبر امها كانت تتمنى من كل قلبها انه مجرد كابوس مزعج وسوف تستيقظ منه ولكن عندما وصلت الى القبر وجلست ادركت انه حقيقه وضعت الزهرة على القبر ويدها ترتعش وعضت على شفتيها واخيراً وبعد صمتا طويل قالت:انا آسفه هذا ما اردت أن اقوله لك ياامي سامحيني ياامي كان لدي الكثير لأقوله لكن لم يسمح لي الوقت امي اعدك اني سوف اتغير واعتمد على نفسي اعدك أن اصبح شخصاً آخر....)وظلت رويا بجانب قبر امها تبكي رحل الجميع وقال الدكتور هشام لزياد:من الأفضل أن تأخذها الى البيت)
(سأخذها لكن آلان سوف ادعها تودع امها وتبكي كما تريد حتى ترتاح اذهب انت وانا سأبقى معها)
قال هشام :ارجوك اذا احتاجت الى مساعدة اتصل بي )
حسناً...
وفي المدرسه سأل المعلم عن الطلاب الغياب ,فقالت تمارا:زيادغائب ورويا ايضاً.
قال المعلم:رويا لقد ماتت امها يوم أمس,انصدم مازن عندما سمع هذا وقال:كيف؟
قالت أحداى الطالبات :لقد سمعت انها قتلت نفسها.
وقال مازن في نفسها :مسكينه رويا كيف حالها آلان؟.
وبالمقبرة نهضت رويا من جانب القبر ومشت فتلقها زياد,وقفت أمامه وظلت تحملق في عيناه البنيتان وبدأت الدموع تملىء عيناها اما هو فقد كان الوضع يقطعه من ألالم والحزن تقدمت نحوه خطوة وراء خطوة وحضنته بقوة وهي تبكي عض على شفتيه ونزلت دمعه سريعه من عينه دون أن تلاحظ رويا ثم قال:لنذهب الى البيت يا رويا)
ردت بصوتاً متقطع حزين:ماالذي سأفعل آلان يا زيادلقد صرت وحيدة ..انا خائفه جداً من العيش لوحدي)
(لست وحيدة انا معكي)
(زياد هل تعدني انك لن تتخلى عني مهما حصل؟)
(اعدك بأن ابقى بجانبك ..لاتخافي من شيء).
وتابعا الطريق الى منزلها والتقهما مازن الذي جاء لتعزيه رويا وقفا أمامه وكانت رويا ممسكه بيد زياد,تشجع مازن وقال:تقبلي تعازي يا رويا..أسف لأني لم أحضر الجنازة لم أكن اعلم)
قالت رويا:لاعليك شكراًلمجيئك.
ثم عاد ليقول:رويا أرجوك اذا أحتاجت للمساعدة فلا تتردي في طلبها ارجوك)
نظرت رويا إليه قائله:سأكون بخير شكراً لك هيا يا زيادلنذهب...,وغادرا
كان مازن مستاء ولكنه خفف عن نفسه بقوله:أنها حزينه ومن الطبيعي أن تحتاج الي زياد ...كم اتمنى أن تثق بي كما تثق بزياد.
وفي صبا ح اليوم التالي استيقظت رويا وهي تسمع ضجه في المطبخ نزلت من غرفتها قائله:امي هذه انتي ؟
(صباح الخير يا رويا )
استغربت قائله:زياد ما الذي تفعله في المطبخ ؟
أجاب بمرح :احضر الفطور للفتاة الكسوله التي تستيقظ الساعه التاسعه ..هيا تعالي لقد طبخت بيضاً مقلي )
جلست على الكرسي قائله:لا اريد شيئاً لقد ظننتك امي وان ما حصل كان مجرد حلم)
(رويا هوني على نفسك وفكري فيما ستفعلين من آلان)
أجابت بيأس :آه لاادري ما افعل .
قال لها:ماذا عن اهل والدك او والدتك؟
(اهل والدي يعيشون في سوريا ولا أعرف عنهم شيئاً بل لم أقابل احداً منهم ,اما امي فأ والداها قد توفيا عدا خالتي التي تعيش في السويس)
(فهمت آلان لما لم يأتي احداً منهم الى الجنازة)
(اذن لماذا لم تذهب الى المدرسه اليوم؟
(لقد اتصلت واخبرت الأستاذ انني سأبقى معكي ولم يرفض).
وبعد مرور شهر قررت رويا الذهاب إلى المدرسه وعندما دخلت باب المدرسه بدأ الجميع ينظر إليها بشفقه ورحمه رأها زيادوذهب إليها قائلاً:اذن قررتي العودة إلى المدرسه أخيراً)
(نعم ولكن آلان ندمت على ذلك)
استغرب وقال:لماذا ندمتي؟
(أنظر إلى الجميع أنهم ينظرون إلي بشفقه فيما كانوا ينظرون إلي بحقد وكره فيما مضى)
(لاتهتمي لهم هيا لندخل الفصل قبل أن نتأخر),ودخلا ورأها مازن وجاء إليها:رويا مرحباً كيف حالك؟)
(انا بخير شكراً لك كيف حالك انت؟
(بخير سعيداً بعودتك).غارت تمارا عندما رأت زيادومازن حول رويا.
وبعد المدرسه ذهبت رويا إلى المنزل واتصلت بخالتها التي تعيش في السويس وقد علمت خالتها بموت اختها جوريه بعد اسبوع من وفاتها, وبعد أن انهت رويا الاتصال وجلست على الأريكه نظرت إلى مكتبه الكتب الصغيرة التي على الحائط ورأت الكاميرا موضوعه في أعلاها نهضت لترى الفيديو الذي كان مع امها يوم عيد ميلادها وشغلت الفيديو لترى مابه .
وفي بيت زياد كان جالساً يفكر ويقول :هل أخبر رويا ؟اخشى أنها قد علمت ماذا افعل ؟لاأدري كيف أخبرها بالموضوع؟).
اطفت رويا الفيديو وذهلت وظلت لدقيقه كامله واقفه وانهمرت الدموع من عيناها وقالت:لاأصدق هذا
انتظروا البارت الرابع
وفي الطريق الى البيت ساد صمتا شامل بين رويا وزياد ارادت رويا قطع الصمت عند ما قالت :لا اصدق ماحدث ؟
استدار زياد اليها ووقف ثم قال :مالذي حدث
يارويا ؟
اخرجت شهقه من صدرها ثم قالت :امي قررت الزواج)
استغرب زياد :ماذا؟متى اقصد كيف ؟من من؟)
(انه الدكتور هشام صديق امي من المشفى)
صمت زياد قليلا ثم سألها :وما موقفك من ذلك؟
(موقفي سأرفض بألتاكيد هذا لايعقل تستبدل والدي برجلاً مثل ذلك الشخص...)
رد عليهازياد بعقلانيه:رويا الماضي ليس الا رماد يقدسه الناس والداك مات منذ اكثر من عشر سنوات ووالدتك سيدة جذابه وفاتنه وشديدة الجمال وفوق هذا هي ايضا جراحه قلب ماهرة ومن الطبيعي أن يكون لها شريك أفهمي ارجوك)
ضحكت رويا بسخريه وقالت:انت لاتفهم انه....
قاطعها زياد بقوله :بل انت التي لاتفهم هنا امك أخبرتك لأنها تحبك ويهمها رأيك وموقفك رويا ليس عليك أن تفسدي سعادة امك يجب أن تتقبلي الأمر)
وقالت رويا:أتقبل الأمر لأاستطيع هذا صعب جداً),توقفت وانتظرت حتى يستمر في كلامه وقال اخيرا:أعتذري الى امك يا رويا)
(ربما قد أفعل سأرى أن كنت استطيع),وتابعا المشي في صمت وحاولت رويا أن تجعل صوتها مرحاً ويتسم بالدعابه عندما قالت:هل أعجبتك مدرستنا؟)
(نعم بها الكثير من الفتيات الجميلات)
(هذا كل ما يهم الفتيان اليس كذلك؟
(ربما بالمناسبه ذلك الفتى الذي قبل قليل من هو؟
(انه فتى يزعجني كثيراً ويتصرف بتهذيب وهدوء دائماً اظنه فقط يتصنع ذلك )
وقال زياد بفضول مفاجىء :لقد بدأمهتماً بك صحيح؟
قالت باقتناع:لالا انه فقط يهتم بازعاجي صدقني بالمناسبه ما أخبار والدك؟
(آه ابي لقد اتصل البارحه واخبرني انه وجد له عمل في القاهره)
(آوه قد يصبح والدك سيد الأعمال الأول في مصر)
قال زياد:كفى سخريه لن يحصل هذا ابداً .
(لاتيأس ولكن أتعلم ما يعجبني في والدك)
ماذا؟
(انه الاصرار والمواصله للبحث عن عمل رغم الظروف)
(معكي حق انه رائع ما أن أتخرج من المدرسه والجامعه واحصل على وظيفه فلن أدعه يعمل ابداً)
(أذن هذا يتطلب منك أن تبذل جهداً اكبر في الدارسه يا زياد
بألتاكيد سأفعل سوف نحقق احلامنا معاً.
حسناً هذا وعد يا زياد .
وفي السوق الساعه الرابعه عصراً كانت تمارا تتسوق وفجأة خطر على بالها زيادوقفت تفكر كثيراً فيه وهي تسأل نفسها اين رأته؟وفجاة رأت مازن جالساًعلى مقعداً وهو بدأ غارقاً في التفكير وقالت لنفسها:يالها من فرصه سأذهب اليه لالن اذهب سيظن انني ألحقه)ولم تذهب اليه بل غيرت طريقه ودخلت المركز التجاري.
أما مازن فقد كان واضعاً يده على خده يفكر ويقول:يالي من غبي مالذي فعلته اليوم ؟ما كان علي الغضب لقد صرخت في وجهه رويا حقاً انا غبي غبي غبي ولكن هل انا احب رويا حقاً؟لااعلم ماهي
مشاعري نحوها بعد لكن لن ادع زياد يحصل عليها.
وفي المساء بالمشفى خرجت جوريه الساعه الثامنه التقها هشام قبل أن تخرج وسألها الى اين تذهب؟ارتبكت ثم قالت:سأذهب الى السوق لشراء بعض الحاجات)
(حسناً كوني حذرة)
(الى اللقاء وتصبح على خير).
أما رويا فقد كانت تنتظر امها لتعتذر لها وتخبرها انها موافقه ,لكن الوقت تأخر ولم تعد بعد شعرت رويا بالنعاس ونامت ,اما جوريه فقد عادت الساعه الحاديه عشرة وجلست على الأريكه وبدأت بالبكاء ثم قالت :لم يعد لدي خيار سوف اقول الحقيقة ارجو أن تسامحني رويا )
وصباحاً لم تستيقظ رويا مبكراً فخرجت مسرعه قبل أن تقول شيء لوالدتها فقالت امها :خذي طعامك معك يارويا)
(حسناً امي لدي ما اخبرك بعد المدرسه انتظريني سأذهب آلان ).
وامام باب المدرسه التقت رويا بزياد حياها بابتسامه وقال:صباح الخير )
(صباح النور يا زياد ...آه لقد مللت من هذه المدرسه كل يوم...)
(ماذا ليس لديك عملاً الا المدرسه والتسكع أليس كذلك يا رويا؟
(غبي بالتأكيد لدي اعمال أخرى..
مثل ماذا؟
(لن اذكر أي شيء يا فضولي),رن جرس الدخول وركضا الى الفصل رأتهما تمارا وارتسمت بسمه ساخره على فمها وهي تلوي أطراف شعرها بأصابعه كعادتها ثم قالت:ها قد جاء روميو وجوليت).
دخل المعلم الفصل وحياهم وجلسوا وبدأت حصه الرياضيات,كان مازن منزعجاً جداً وهو ينظر الى زياد,وبعد لحظات من بدأيه الدرس بدأت رويا تمل من الحصه ثم قالت لزياد:لقد تهت لاأدري مالذي يشرحه الأستاذ صا حب النظاره)
رد عليها :معك حق وانا لم اعد افهم شيئاً من ما يقول أتعلمين ان كل استاذ رياضيات قابلته في حياتي يكون مزعج وثرثار)
(هذا صحيح مزعج وثرثار بقدر ازعاجك وغباءك)
ماذا قلتي يا سيدة الغباء والفشل؟
(اصمت انت مزعجاً جداً)
(غبيه ثرثارة وفاشله...
أحمق ومغرور واناني ايضاً.
انزعجت تمارا من ازعاجهما رفعت يدها ثم قالت للمعلم:ياأستاذ لاأستطيع أن افهم شيئاً من الازعاج الذي هنا)
قطب المعلم جبينه قائلاً:من يزعج في وقت الدرس؟
قالت تمارا:انها رويا وزياد)
تدخل مازن وقال :بل انا من كان يزعج ياأستاذ)
انزعجت رويا لتدخله ثم قالت له:لاتتدخل فهذا لايعنيك أيها المعلم من كان يزعج هو انا وهذا الغبي زياد)
رد زياد بصوتاً عالي :ماذا؟..الغبي زياد بل انت الغبيه)
ردت تمارا قائله:صدقت يا زياد فهي كذلك
قالت رويا:ماذا قلتي يا تمارا القبيحه؟
طردهم المعلم خارجاً واخذهم الى مكتب المدير لمعاقبتهم,وفي مكتب المدير أخذ المدير ينظر الى وجوههم وقال:غير مألوف غير مألوف غيرمألوفه ...مألوفه رويا كنت اعلم أن لك يداً في المشكله)
(لست لوحدي هذه المرة انظر الى هؤلاء المشاغبين الثلاثه)
قال المدير:هذه أول مرة يأتوا الى مكتبي اما انتي فأراك في كل أسبوع اربع مرات لقد تعبت من مشاكلك هذه المرة سيكون العقاب شديد)
خطرت على بال رويا فكرة اقتربت من أذن المدير وقالت :سيدي المدير أعرف شابه في غايه الجمال تبحث عن شخصاً بمثل مواصفاتك ووسامتك ما رأيك أتريد رقمها؟
(حقاً..من هي؟ أعطيني رقمها)
(حسناً اليك رقمها...
أخرج المدير هاتفه وبدأ بكتابه الرقم وهو رجلاً في الستين من عمره,ثم قالت رويا:أنخرج ياسيدي؟
(نعم هيا اذهبوا هيا,وخرجوا كان متحمساً لمكالمه هذه الشابه وعندما اتصل ردت عليه امرأة عجوز قطع الاتصال ثم قال:لقد خدعتني تلك الفأرة الصغيرة رويا اللعينه لن تفلتي مني في المرة القادمه).
وفي الطريق الى الفصل, قال زيادمعجباً بفكرة رويا :لم أكن اعلم انك خطيرة الى هذه الدرجه أهي شابه جميله كان عليك أن تعطيني رقمها أنا)
ردت بغرور:بالتأكيد فأنا ذكيه وسيدة المواقف الصعبه اليك أمراً أنها ليست شابه اطلاقاً بل انها السيده العجوز التي تعمل في مطعم البحر لاتقلق سوف يتفقا ويتزوجا في النهايه أن واثقه)
(انا متأكد انها سوف تشكرك عندما تعلم)
(انا متأكدة من انها سوف تعطيني وجبه مجاناً)
نظرت تمارا الى رويا ثم قالت:ماهذا الأسلوب الفظيع الذي فعلته؟)
ضحكت رويا بسخريه قائله :أسلوب فضيع...هل هذا بدلاً من شكري لأنقذكم من ذلك الموقف؟)
(في أحلامك أن أشكرك)
قالت رويا:انتي لاتهميني في الأصل يا قبيحه)
(ماذا هل تريدي شجاراً ياهذه؟)
تدخل زياد بينهما قائلاً:هذا يكفي ولنعد الى الفصل قبل أن نعاقب الى مكتب المدير ثانياً).
وبعد المدرسه سأ ل زياد رويا بفضول قائلاً:تحدثتي الى والدتك؟)
اجابت رويا:لالم تأتي مبكراًالبارحه وهذا الصباح تأخرت في النوم وخرجت الى المدرسه سوف أكلمها عندما اعود)
(حسناً يسعدني كثيراً انك سوف تتصالحي اخيراً مع أمك)
ردت برضا قائله:معك حق يجب الا تكون بيننا أي خلافات تافهه فهي أمي في النهايه).
وامام باب منزل رويا توقفا ثم قالت :الحمدلله سيارتها هنا سأدخل آلان)
قال لها :بالتوفيق أراك في المساء)
حسناً....
دخلت رويا المنزل نظرت الى الأرض فاذا بها ملطخه بالدماء رمت الحقيبه من يدها واتسعت عيناها مذهوله تجمدت مكانها دون حركه انتابها ذعر وتقلص قلبها وشعرت بأن كل عصب في جسمها يؤلمها تقدمت خطوة وراء خطوة حتى وصلت صاله الجلوس نظرت الى الأريكه فاذا بوالدتها في الأرض مرميها مغطاة بالدماء رأتها رويا وبدأ قلبها ينبض بسرعه والدموع نزلت كالمطر على خدها وصرخت بصوتاً عالي:أمي أمي امي...
كان زياد لم يبتعد كثيراً من منزل رويا وسمع صوتها عندما كان يتحدث في الهاتف ركض مسرعاً فتح الباب ودخل وتوقف عندما رأى رويا تمسك بوالدتها الى حضنها وهي تبكي توقف مكانه مصدوم فتح فمه ليقول أي شيء ولكن لم يستطع قول كلمه.
بينما رويا ممسكه بوالدتها ويديها وملابسها مغطاة بالدماء وهي تقول:أمي أمي لماذا لا تردي علي ؟امي استيقظي هذا ليس وقت المزاح ....امي امي لاتموتي لمن سأتتركيني امي هل تسمعيني ؟)
اتصل زياد بالدكتور هشام من هاتف جوريه المرمي على الأرض قائلاً له :ارجوك تعال يا دكتور..)
(ما الأمر ؟ماذا حدث؟من انت؟ولماذا تتصل من هاتف جوريه؟
تردد زياد للحظه طويله ثم قال:السيدة جوريه.....
(ماذا بها جوريه؟تكلم يا فتى تكلم)
(لقد توفيت...
ماذا تقول؟
اغلق زياد الهاتف واتجاه نحو رويا يحاول أن يخفف عنها ولكنها صرخت قائله:ابتعد عني اريد أن ابقى مع امي)
(رويا اهدأي ارجوك...
ابتعد ابتعد هيا اخرج من هنا اخرج...
جاء هشام والتفوا الناس واتصل بالشرطه وجاءت الشرطه وارسلوا المسدس الذي تحت جثه جوريه الى المختبر وبعد فترة قال المحقق:اسف لقول ذلك ولكنها قتلت نفسها)
أجاب هشام رافضاً:لايمكن ذلك جوريه ليست من النوع الذي يقتل نفسه ارجوكم تأكدوا)
(سيدي لقد تأكدنا فبصمات السيدة موجوده على المسدس ولايوجد بصمات لأحد غيرها ثم هذه ليست سرقه فكل شيء في مكانه ولاشيء يدل على انه اقتحام اسف وآلان أعذرونا سوف نذهب).
جلس زياد ووضع يده على رأسه قائلاً بيأس وحزن :لااصدق مستحيل لماذا لماذا يحدث هذا؟
اما رويا فقد اخذها زيادالى غرفتها وهي تبكي بجنون خرج زيادوتركها لوحدها وظلت تبكي طوال اليوم ,اما هشام فقد رتب للجنازة في صباح اليوم التالي وكانوا هم مسيح .
وفي الصباح حضر كل اصدقاء جوريه واهل هشام للجنازة,دخل زياد على رويا واخذها قائلا:يجب أن تأتي لتودعي امك).رويا لم تجب بأي كلمه وخرجت.
وفي المقبره وبعد دفن جوريه قام كل واحد بوضع زهرة بيضاء على قبرها وتوديعها,تقدم هشام واخذ زهرة ووضعها على قبرها وقال بصوتاً حزيناً وهو حابس الدموع:وداعاً ياألطف واطيب امرأةقابلتها في حياتي شكراً لأنك منحتني السعادة في لحظه من لحظات حياتي لن أنساك ما حييت وداعاً يا حب حياتي وداعاً يا عزيزتي جوريه),ونهض وجاء بعده زياد جلس ووضع الزهرة وقال:شكراً لك يا سيدتي لأنك اهتممتي بي منذ قابلتك... سيدتي اعدك بأن اظل بجانب رويا الى النهايه سوف اكون النور عندما تسلك درباًمظلماً وسأكون دائماً درعاً لروحها وقلبها اعدك آلان وفي هذا المكان....).
الكل ودع جوريه ولم يبق الا رويا نهضت وهي تشعر بثقل في كل جسمها حتى بثقل في لسانها وقلبها مشت غير مصدقه أن هذا حقيقه وهي تمشي باتجاه قبر امها كانت تتمنى من كل قلبها انه مجرد كابوس مزعج وسوف تستيقظ منه ولكن عندما وصلت الى القبر وجلست ادركت انه حقيقه وضعت الزهرة على القبر ويدها ترتعش وعضت على شفتيها واخيراً وبعد صمتا طويل قالت:انا آسفه هذا ما اردت أن اقوله لك ياامي سامحيني ياامي كان لدي الكثير لأقوله لكن لم يسمح لي الوقت امي اعدك اني سوف اتغير واعتمد على نفسي اعدك أن اصبح شخصاً آخر....)وظلت رويا بجانب قبر امها تبكي رحل الجميع وقال الدكتور هشام لزياد:من الأفضل أن تأخذها الى البيت)
(سأخذها لكن آلان سوف ادعها تودع امها وتبكي كما تريد حتى ترتاح اذهب انت وانا سأبقى معها)
قال هشام :ارجوك اذا احتاجت الى مساعدة اتصل بي )
حسناً...
وفي المدرسه سأل المعلم عن الطلاب الغياب ,فقالت تمارا:زيادغائب ورويا ايضاً.
قال المعلم:رويا لقد ماتت امها يوم أمس,انصدم مازن عندما سمع هذا وقال:كيف؟
قالت أحداى الطالبات :لقد سمعت انها قتلت نفسها.
وقال مازن في نفسها :مسكينه رويا كيف حالها آلان؟.
وبالمقبرة نهضت رويا من جانب القبر ومشت فتلقها زياد,وقفت أمامه وظلت تحملق في عيناه البنيتان وبدأت الدموع تملىء عيناها اما هو فقد كان الوضع يقطعه من ألالم والحزن تقدمت نحوه خطوة وراء خطوة وحضنته بقوة وهي تبكي عض على شفتيه ونزلت دمعه سريعه من عينه دون أن تلاحظ رويا ثم قال:لنذهب الى البيت يا رويا)
ردت بصوتاً متقطع حزين:ماالذي سأفعل آلان يا زيادلقد صرت وحيدة ..انا خائفه جداً من العيش لوحدي)
(لست وحيدة انا معكي)
(زياد هل تعدني انك لن تتخلى عني مهما حصل؟)
(اعدك بأن ابقى بجانبك ..لاتخافي من شيء).
وتابعا الطريق الى منزلها والتقهما مازن الذي جاء لتعزيه رويا وقفا أمامه وكانت رويا ممسكه بيد زياد,تشجع مازن وقال:تقبلي تعازي يا رويا..أسف لأني لم أحضر الجنازة لم أكن اعلم)
قالت رويا:لاعليك شكراًلمجيئك.
ثم عاد ليقول:رويا أرجوك اذا أحتاجت للمساعدة فلا تتردي في طلبها ارجوك)
نظرت رويا إليه قائله:سأكون بخير شكراً لك هيا يا زيادلنذهب...,وغادرا
كان مازن مستاء ولكنه خفف عن نفسه بقوله:أنها حزينه ومن الطبيعي أن تحتاج الي زياد ...كم اتمنى أن تثق بي كما تثق بزياد.
وفي صبا ح اليوم التالي استيقظت رويا وهي تسمع ضجه في المطبخ نزلت من غرفتها قائله:امي هذه انتي ؟
(صباح الخير يا رويا )
استغربت قائله:زياد ما الذي تفعله في المطبخ ؟
أجاب بمرح :احضر الفطور للفتاة الكسوله التي تستيقظ الساعه التاسعه ..هيا تعالي لقد طبخت بيضاً مقلي )
جلست على الكرسي قائله:لا اريد شيئاً لقد ظننتك امي وان ما حصل كان مجرد حلم)
(رويا هوني على نفسك وفكري فيما ستفعلين من آلان)
أجابت بيأس :آه لاادري ما افعل .
قال لها:ماذا عن اهل والدك او والدتك؟
(اهل والدي يعيشون في سوريا ولا أعرف عنهم شيئاً بل لم أقابل احداً منهم ,اما امي فأ والداها قد توفيا عدا خالتي التي تعيش في السويس)
(فهمت آلان لما لم يأتي احداً منهم الى الجنازة)
(اذن لماذا لم تذهب الى المدرسه اليوم؟
(لقد اتصلت واخبرت الأستاذ انني سأبقى معكي ولم يرفض).
وبعد مرور شهر قررت رويا الذهاب إلى المدرسه وعندما دخلت باب المدرسه بدأ الجميع ينظر إليها بشفقه ورحمه رأها زيادوذهب إليها قائلاً:اذن قررتي العودة إلى المدرسه أخيراً)
(نعم ولكن آلان ندمت على ذلك)
استغرب وقال:لماذا ندمتي؟
(أنظر إلى الجميع أنهم ينظرون إلي بشفقه فيما كانوا ينظرون إلي بحقد وكره فيما مضى)
(لاتهتمي لهم هيا لندخل الفصل قبل أن نتأخر),ودخلا ورأها مازن وجاء إليها:رويا مرحباً كيف حالك؟)
(انا بخير شكراً لك كيف حالك انت؟
(بخير سعيداً بعودتك).غارت تمارا عندما رأت زيادومازن حول رويا.
وبعد المدرسه ذهبت رويا إلى المنزل واتصلت بخالتها التي تعيش في السويس وقد علمت خالتها بموت اختها جوريه بعد اسبوع من وفاتها, وبعد أن انهت رويا الاتصال وجلست على الأريكه نظرت إلى مكتبه الكتب الصغيرة التي على الحائط ورأت الكاميرا موضوعه في أعلاها نهضت لترى الفيديو الذي كان مع امها يوم عيد ميلادها وشغلت الفيديو لترى مابه .
وفي بيت زياد كان جالساً يفكر ويقول :هل أخبر رويا ؟اخشى أنها قد علمت ماذا افعل ؟لاأدري كيف أخبرها بالموضوع؟).
اطفت رويا الفيديو وذهلت وظلت لدقيقه كامله واقفه وانهمرت الدموع من عيناها وقالت:لاأصدق هذا
انتظروا البارت الرابع