ﺃﺗﻰ ﺷﺎﺑّﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻘﻮﺩﺍﻥ ﺭﺟﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ
ﻓﺄﻭﻗﻔﻮﻩ ﺃﻣﺎﻣﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻫﺬﺍ ﻗﺘﻞ ﺃﺑﺎﻧﺎ
ﻗﺎﻝ: ﺃﻗﺘﻠﺖ ﺃﺑﺎﻫﻢ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ
ﻗﺎﻝ : ﻛﻴﻒ ﻗﺘﻠﺘَﻪ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻞ ﺑﺠﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻲ ، ﻓﺰﺟﺮﺗﻪ،
ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺰﺟﺮ، ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺠﺮﺍً، ﻭﻗﻊ
ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻤﺎﺕ...
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ .... ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ.. ﻗﺮﺍﺭ
ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ... ﻭﺣﻜﻢ ﺳﺪﻳﺪ ﻻ
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ، ﻟﻢ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ
ﺃﺳﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ، ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﺷﺮﻳﻔﺔ ؟ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻗﻮﻳﺔ ؟ﻣﺎ
ﻣﺮﻛﺰﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ؟ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻬﻢ
ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻷﻧﻪ
ﻻﻳﺤﺎﺑﻲ ﺃﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻻ ﻳﺠﺎﻣﻞ
ﺃﺣﺪﺍ ًﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻟﻮ
ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ، ﻻﻗﺘﺺ ﻣﻨﻪ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ : ﺃﺳﺄﻟﻚ
ﺑﺎﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ
ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﻟﻴﻠﺔ، ﻷﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻲ
ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ،
ﻓﺄُﺧﺒِﺮُﻫﻢ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﻮﻑ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ ، ﺛﻢ ﺃﻋﻮﺩ
ﺇﻟﻴﻚ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻋﺎﺋﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ
ﺃﻧﺎ
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻣﻦ ﻳﻜﻔﻠﻚ
ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ، ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻲَّ؟
ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ ،ً ﺇﻧﻬﻢ ﻻ
ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﺳﻤﻪ ، ﻭﻻ ﺧﻴﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ
ﺩﺍﺭﻩ ﻭﻻ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻭﻻ ﻣﻨﺰﻟﻪ ، ﻓﻜﻴﻒ
ﻳﻜﻔﻠﻮﻧﻪ ، ﻭﻫﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ
ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ
ﻧﺎﻗﺔ ، ﺇﻧﻬﺎ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻗﺒﺔ ﺃﻥ ﺗُﻘﻄﻊ
ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ..
ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻭﻣﻦ ﻳﺸﻔﻊ ﻋﻨﺪﻩ ؟
ﻭﻣﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﻃﺔ
ﻟﺪﻳﻪ ؟ ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﻋﻤﺮ ﻣُﺘﺄﺛﺮ ،
ﻷﻧﻪﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ، ﻫﻞ ﻳُﻘﺪﻡ ﻓﻴﻘﺘﻞ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ، ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﺟﻮﻋﺎً
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺑﻼ ﻛﻔﺎﻟﺔ ،
ﻓﻴﻀﻴﻊ ﺩﻡ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ، ﻭﺳﻜﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،
ﻭﻧﻜّﺲ ﻋﻤﺮ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺸﺎﺑﻴﻦ : ﺃﺗﻌﻔﻮﺍﻥ ﻋﻨﻪ ؟
ﻗﺎﻻ : ﻻ ، ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳُﻘﺘﻞ ﻳﺎ
ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ..
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻣﻦ ﻳﻜﻔﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ؟!!
ﻓﻘﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱّ ﺑﺸﻴﺒﺘﻪ
ﻭﺯﻫﺪﻩ ، ﻭﺻﺪﻗﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﺃﻧﺎ ﺃﻛﻔﻠﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻫﻮ ﻗَﺘْﻞ ، ﻗﺎﻝ : ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ
ﻗﺎﺗﻼ!
ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﻌﺮﻓﻪ ؟
ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻔﻠﻪ؟
ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻪ ﺳِﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،
ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﺬﺏ ، ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﺇﻥ
ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭّ ، ﺃﺗﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﺄﺧﺮ
ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﺃﻧﻲ ﺗﺎﺭﻛﻚ!
ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ....
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻋﻤﺮ ﺛﻼﺙ
ﻟﻴﺎﻝ ،ٍ ﻳُﻬﻴﺊ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻳُﻮﺩﻉ ﺃﻃﻔﺎﻟﻪ
ﻭﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﻌﺪﻩ ،ﺛﻢ
ﻳﺄﺗﻲ ، ﻟﻴﻘﺘﺺ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺘﻞ ....
ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﻟﻴﺎﻝٍ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ،
ﻳَﻌُﺪّ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﺪﺍً ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻧﺎﺩﻯ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ : ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ، ﻓﺠﺎﺀ
ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﻥ ، ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺃﺗﻰ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ
ﻭﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻤﺮ ، ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﺃﻳﻦ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ!
ﻭﺗﻠﻔَّﺖ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ، ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻤﺮ
ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺗﻬﺎ، ﻭﺳﻜﺖ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﺟﻤﻴﻦ ، ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ
ﻣﺎﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺫﺭّ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻋﻤﺮ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻘﻄﻊ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﺴﻤﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﻟﻜﻦ
ﻫﺬﻩ ﺷﺮﻳﻌﺔ ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻬﺞ ، ﻟﻜﻦ
ﻫﺬﻩ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ، ﻻ ﻳﻠﻌﺐ
ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻼﻋﺒﻮﻥ ﻭﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺭﺍﺝ
ﻟﺘُﻨﺎﻗﺶ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ، ﻭﻻ ﺗﻨﻔﺬ ﻓﻲ
ﻇﺮﻭﻑ ﺩﻭﻥ ﻇﺮﻭﻑ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎﺱ ﺩﻭﻥ
ﺃﻧﺎﺱ ، ﻭﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﻣﻜﺎﻥ...
ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﺑﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ
ﻳﺄﺗﻲ ، ﻓﻜﺒّﺮ ﻋﻤﺮ ،ﻭﻛﺒّﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻌﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻚ ﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ
ﻓﻲ ﺑﺎﺩﻳﺘﻚ ، ﻣﺎ ﺷﻌﺮﻧﺎ ﺑﻚ ﻭﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ
ﻣﻜﺎﻧﻚ !!
ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻲَّ
ﻣﻨﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲَّ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﺮَّ
ﻭﺃﺧﻔﻰ !! ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،
ﺗﺮﻛﺖ ﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﻛﻔﺮﺍﺥ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻻ ﻣﺎﺀ ﻭﻻ
ﺷﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺟﺌﺖُ ﻷُﻗﺘﻞ..
ﻭﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ
ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﺿﻤﻨﺘﻪ؟؟؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ :
ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﺎﺑﻴﻦ : ﻣﺎﺫﺍ
ﺗﺮﻳﺎﻥ؟
ﻗﺎﻻ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﺒﻜﻴﺎﻥ : ﻋﻔﻮﻧﺎ ﻋﻨﻪ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﺼﺪﻗﻪ..
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺐ
ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ !
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﺗﺴﻴﻞ
ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻴﺘﻪ ..... ﺟﺰﺍﻛﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﻮﻛﻤﺎ ، ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ
ﺧﻴﺮﺍً ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭّ ﻳﻮﻡ ﻓﺮّﺟﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺮﺑﺘﻪ، ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﺼﺪﻗﻚ ﻭﻭﻓﺎﺋﻚ .... ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ
ﺧﻴﺮﺍً ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻌﺪﻟﻚ ﻭ
ﺭﺣﻤﺘﻚ....
ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ :
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ، ﻟﻘﺪ ﺩُﻓِﻨﺖ ﺳﻌﺎﺩﺓ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﻛﻔﺎﻥ ﻋﻤﺮ.!!
ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺩﻓﻦ
ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻻﺳﻼﻣـ ﻓﻲ ﺃﻛﻔﺎﻥ
ﻋﻤﺮ
ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻘﻮﺩﺍﻥ ﺭﺟﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ
ﻓﺄﻭﻗﻔﻮﻩ ﺃﻣﺎﻣﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻫﺬﺍ ﻗﺘﻞ ﺃﺑﺎﻧﺎ
ﻗﺎﻝ: ﺃﻗﺘﻠﺖ ﺃﺑﺎﻫﻢ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﻗﺘﻠﺘﻪ
ﻗﺎﻝ : ﻛﻴﻒ ﻗﺘﻠﺘَﻪ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻞ ﺑﺠﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻲ ، ﻓﺰﺟﺮﺗﻪ،
ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺰﺟﺮ، ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺠﺮﺍً، ﻭﻗﻊ
ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻤﺎﺕ...
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ .... ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ.. ﻗﺮﺍﺭ
ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ... ﻭﺣﻜﻢ ﺳﺪﻳﺪ ﻻ
ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ، ﻟﻢ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ
ﺃﺳﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ، ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﺷﺮﻳﻔﺔ ؟ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻗﻮﻳﺔ ؟ﻣﺎ
ﻣﺮﻛﺰﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ؟ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻬﻢ
ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻷﻧﻪ
ﻻﻳﺤﺎﺑﻲ ﺃﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻻ ﻳﺠﺎﻣﻞ
ﺃﺣﺪﺍ ًﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻟﻮ
ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ، ﻻﻗﺘﺺ ﻣﻨﻪ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ : ﺃﺳﺄﻟﻚ
ﺑﺎﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ
ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﻟﻴﻠﺔ، ﻷﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻲ
ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ،
ﻓﺄُﺧﺒِﺮُﻫﻢ ﺑﺄﻧﻚ ﺳﻮﻑ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ ، ﺛﻢ ﺃﻋﻮﺩ
ﺇﻟﻴﻚ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻋﺎﺋﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ
ﺃﻧﺎ
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻣﻦ ﻳﻜﻔﻠﻚ
ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ، ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻲَّ؟
ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ ،ً ﺇﻧﻬﻢ ﻻ
ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﺳﻤﻪ ، ﻭﻻ ﺧﻴﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ
ﺩﺍﺭﻩ ﻭﻻ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﻭﻻ ﻣﻨﺰﻟﻪ ، ﻓﻜﻴﻒ
ﻳﻜﻔﻠﻮﻧﻪ ، ﻭﻫﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ
ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ
ﻧﺎﻗﺔ ، ﺇﻧﻬﺎ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻗﺒﺔ ﺃﻥ ﺗُﻘﻄﻊ
ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ..
ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻭﻣﻦ ﻳﺸﻔﻊ ﻋﻨﺪﻩ ؟
ﻭﻣﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﻃﺔ
ﻟﺪﻳﻪ ؟ ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﻋﻤﺮ ﻣُﺘﺄﺛﺮ ،
ﻷﻧﻪﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ، ﻫﻞ ﻳُﻘﺪﻡ ﻓﻴﻘﺘﻞ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ، ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﺟﻮﻋﺎً
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺑﻼ ﻛﻔﺎﻟﺔ ،
ﻓﻴﻀﻴﻊ ﺩﻡ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ، ﻭﺳﻜﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،
ﻭﻧﻜّﺲ ﻋﻤﺮ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺸﺎﺑﻴﻦ : ﺃﺗﻌﻔﻮﺍﻥ ﻋﻨﻪ ؟
ﻗﺎﻻ : ﻻ ، ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺃﺑﺎﻧﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳُﻘﺘﻞ ﻳﺎ
ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ..
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻣﻦ ﻳﻜﻔﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ؟!!
ﻓﻘﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱّ ﺑﺸﻴﺒﺘﻪ
ﻭﺯﻫﺪﻩ ، ﻭﺻﺪﻗﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﺃﻧﺎ ﺃﻛﻔﻠﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻫﻮ ﻗَﺘْﻞ ، ﻗﺎﻝ : ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ
ﻗﺎﺗﻼ!
ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﻌﺮﻓﻪ ؟
ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻔﻠﻪ؟
ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻪ ﺳِﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،
ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﺬﺏ ، ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﺇﻥ
ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭّ ، ﺃﺗﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﺄﺧﺮ
ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﺃﻧﻲ ﺗﺎﺭﻛﻚ!
ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ....
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻋﻤﺮ ﺛﻼﺙ
ﻟﻴﺎﻝ ،ٍ ﻳُﻬﻴﺊ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻳُﻮﺩﻉ ﺃﻃﻔﺎﻟﻪ
ﻭﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﻌﺪﻩ ،ﺛﻢ
ﻳﺄﺗﻲ ، ﻟﻴﻘﺘﺺ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺘﻞ ....
ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﻟﻴﺎﻝٍ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ،
ﻳَﻌُﺪّ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﺪﺍً ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻧﺎﺩﻯ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ : ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ، ﻓﺠﺎﺀ
ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﻥ ، ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺃﺗﻰ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ
ﻭﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻤﺮ ، ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﺃﻳﻦ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ!
ﻭﺗﻠﻔَّﺖ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ، ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻤﺮ
ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺗﻬﺎ، ﻭﺳﻜﺖ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﺟﻤﻴﻦ ، ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ
ﻣﺎﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺫﺭّ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻋﻤﺮ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻘﻄﻊ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﺴﻤﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﻟﻜﻦ
ﻫﺬﻩ ﺷﺮﻳﻌﺔ ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻬﺞ ، ﻟﻜﻦ
ﻫﺬﻩ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ، ﻻ ﻳﻠﻌﺐ
ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻼﻋﺒﻮﻥ ﻭﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺭﺍﺝ
ﻟﺘُﻨﺎﻗﺶ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ، ﻭﻻ ﺗﻨﻔﺬ ﻓﻲ
ﻇﺮﻭﻑ ﺩﻭﻥ ﻇﺮﻭﻑ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎﺱ ﺩﻭﻥ
ﺃﻧﺎﺱ ، ﻭﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﻣﻜﺎﻥ...
ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﺑﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ
ﻳﺄﺗﻲ ، ﻓﻜﺒّﺮ ﻋﻤﺮ ،ﻭﻛﺒّﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻌﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻚ ﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ
ﻓﻲ ﺑﺎﺩﻳﺘﻚ ، ﻣﺎ ﺷﻌﺮﻧﺎ ﺑﻚ ﻭﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ
ﻣﻜﺎﻧﻚ !!
ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻲَّ
ﻣﻨﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲَّ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﺮَّ
ﻭﺃﺧﻔﻰ !! ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،
ﺗﺮﻛﺖ ﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﻛﻔﺮﺍﺥ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻻ ﻣﺎﺀ ﻭﻻ
ﺷﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺟﺌﺖُ ﻷُﻗﺘﻞ..
ﻭﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ
ﺑﺎﻟﻌﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﺿﻤﻨﺘﻪ؟؟؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ :
ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﺎﺑﻴﻦ : ﻣﺎﺫﺍ
ﺗﺮﻳﺎﻥ؟
ﻗﺎﻻ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﺒﻜﻴﺎﻥ : ﻋﻔﻮﻧﺎ ﻋﻨﻪ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﺼﺪﻗﻪ..
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺫﻫﺐ
ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ !
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﺗﺴﻴﻞ
ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻴﺘﻪ ..... ﺟﺰﺍﻛﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﻮﻛﻤﺎ ، ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ
ﺧﻴﺮﺍً ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭّ ﻳﻮﻡ ﻓﺮّﺟﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺮﺑﺘﻪ، ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﺼﺪﻗﻚ ﻭﻭﻓﺎﺋﻚ .... ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ
ﺧﻴﺮﺍً ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻌﺪﻟﻚ ﻭ
ﺭﺣﻤﺘﻚ....
ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ :
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ، ﻟﻘﺪ ﺩُﻓِﻨﺖ ﺳﻌﺎﺩﺓ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﻛﻔﺎﻥ ﻋﻤﺮ.!!
ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﺪ ﺩﻓﻦ
ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻻﺳﻼﻣـ ﻓﻲ ﺃﻛﻔﺎﻥ
ﻋﻤﺮ
ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ