الإحباط لغة:
مصدر قولهم: أحبط عمله يحبطه، وأحبطه اللّه، وهو مأخوذ من مادّة (ح ب ط) الّتي تدلّ على بطلان أو ألم؛ يقال: أحبط اللّه عمل الكافر أي أبطله (مقاييس اللغة لابن فارس:[2/130]). وقال الرّاغب: أصل حبط الأعمال من الحبط، وهو أن تكثر الدّابّة أكلا حتّى ينتفخ بطنها (المفردات للراغب).
الإحباط اصطلاحًا:
قال الكفويّ: "الإحباط هو إبطال الحسنات بالسّيّئات" (الكليات:[1/72]). وقال أسعد رزق: "الإحباط (وترادفه الخيبة) هو إعاقة المرء عن بلوغ هدف ما، وسدّ الطّريق الّتي يسلكها نحو الوصول إلى هدفه، سواء أكان السّعي نحو الهدف سعيا واعيا أو غير واع" (موسوعة علم النفس[ ] :[1/11]). قلت: لقد شاع استعمال لفظ الإحباط في العصر الحديث بمعنى شعور الإنسان بالخيبة لفساد عمله وعدم تحقيق الغرض المقصود منه، ويعقب هذا النّوع من الإحباط حالة من اليأس ربّما تؤدّي لترك العمل بالكلّيّة.
وقال بعض الباحثين المحدثين: "الإحباط بمفهومه العصريّ يعني مجموعة من المشاعر المؤلمة تنتج عن عجز الإنسان عن الوصول إلى هدف ضروريّ لإشباع حاجة ملحّة عنده" (الصحة النفسية في ضوء علم النفس والإسلام لمحمد عودة محمد، وكمال إبراهيم موسى).
أنواع الإحباط:
حبط (إحباط) العمل على أضرب:
- الأوّل: أن تكون الأعمال دنيويّة (ليست صادرة عن ذي دين) فهي لا تغني شيئا يوم القيامة[ ] ، وقد أشار المولى إلى ذلك في قوله تعالى: {وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً} [الفرقان:23].
- الثّاني: أن تكون أعمالا دنيويّة لا يقصد بها صاحبها وجه اللّه (وذلك كأعمال الرّياء).
- الثّالث: أن تكون أعمالا صالحة يكون بإزائها سيّئات تزيد عليها، وهو المشار إليه بخفّة الميزان (بصائر ذوي التمييز:[2/424]).
أسباب حبوط العمل:
إنّ من يتأمّل آي الذّكر الحكيم والأحاديث الشّريفة الواردة في (الإحباط أو الحبط) يتّضح له أنّ هناك أسبابا عديدة تؤدّي لبطلان الأعمال وفقد ثوابها ممّا ينتج عنه خيبة أصحابها وخسرانهم في الدّنيا والآخرة.
متى يحدث الإحباط؟
يحدث الإحباط (بمفهومه الحديث) عندما يكون الشّخص مهيّئًا لتحقيق هدف ما ومستعدًّا لعمل ما يوصّله إليه، ثمّ يجد عائقًا يمنعه من أداء ذلك العمل أو يعوقه عن تحقيق هدفه.. فإنّ ذلك يؤدّي إلى التوتّر والضّيق والشّعور بالألم والحسرة ونحو ذلك من المشاعر المؤلمة النّاجمة عن هذا الإخفاق وذلك الإحباط.
ويختلف النّاس في الشّعور بالإحباط وفي القدرة على تحمّله بحسب ما يُدعى (عتبة الإحباط) الّتي توجد بدرجات متفاوتة، إذ توجد عند البعض بدرجة منخفضة وعند بعضهم بدرجة متوسّطة أو عالية، فالشّخص ذو عتبة الإحباط المنخفضة يشعر بسرعة، ويدركه في مواقف كثيرة، قد لا تسبّب الإحباط لكثير من النّاس، أمّا الشّخص ذو عتبة الإحباط المتوسّطة أو العالية، فلا يشعر بالإحباط إلّا في المواقف الّتي فيها عوائق شديدة، وفي استطاعة هذا الشّخص- بقوّة إرادته- أن يتحمّل مشاعر الإحباط وأن يتخطّاها.
معالجة الشعور بالإحباط:
لمعالجة الإحباط بعد وقوعه والوقاية منه قبل حدوثه عوامل عديدة تمكّن المجتمع الإسلاميّ من التّخلّص من آثاره الضّارّة، وأهمّ هذه العوامل:
1- تنمية الشّعور بالرّضا حتّى يقبل كلّ شخص ما قدّره اللّه له، وعلى كلّ منّا أن يضع هدفًا مناسبًا لقدراته وإمكاناته وظروفه ثمّ المثابرة وبذل الجهد لتحقيق ذلك الهدف.
2- على الإنسان أن يتعوّد على الأخذ بالأسباب، والصّبر على البلاء، وعدم اليأس أو القنوط إذا حدثت عوائق تحول بينه وبين النّجاح المأمول.
3- على المجتمع مساعدة الأسر الفقيرة كي لا يتعرّضوا للإحباط الشّديد النّاجم عن عدم القدرة على توفير احتياجاتهم الضّروريّة، وهنا تقوم فريضة الزّكاة بدور حاسم في القضاء على إحباطات الأسر الفقيرة.
4- على المجتمع أيضًا أن يعنى بطبقة العاطلين عن العمل والتّلاميذ المتأخّرين دراسيّا بمساعدة هؤلاء في حلّ مشكلاتهم وغرس قيم الصّبر والمثابرة وضبط النّفس والتّفاؤل حتّى يستطيعوا حلّ مشكلاتهم بأنفسهم، وعلى المحيطين بهؤلاء عدم إهانتهم أو تحقيرهم خاصّة إذا كانت عوامل فشلهم وإحباطهم خارجة عن إرادتهم.
بعض الآيات الواردة في (الإحباط):
1- {ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:88].
2- {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف:147].
3- {مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (15) أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:15، 16].
4- {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [الحجرات:2].
الأحاديث الواردة في ذمّ الإحباط:
1- عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنا أوّل النّاس خروجا إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشّرهم إذا أيسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربّي ولا فخر» (أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب).
2- عن حذيفة رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ رجلا حضره الموت[ ] ، فلمّا يئس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا متّ فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا وأوقدوا فيه نارًا، حتّى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت فخذوها فاطحنوها ثمّ انظروا يومًا راحًا فاذروه في اليمّ، ففعلوا. فجمعه اللّه فقال له: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك، فغفر اللّه له» (أخرجه البخاري[ ] ).
من الآثار وأقوال العلماء[ ] الواردة في ذمّ الإحباط:
- عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: "أكبر الكبائر الإشراك باللّه، والأمن من مكر اللّه، والقنوط من رحمة اللّه، واليأس من روح اللّه".
- قال أبو حاتم السّجستانيّ منشدًا:
إذا اشتملت على اليأس القلوب[ ] *** وضاق لما به الصّدر الرّحيب
وأوطأت المكاره واطمأنّت *** وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضّرّ وجها *** ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث *** يمنّ به اللّطيف المستجيب
وكلّ الحادثات إذا تناهت *** فموصول بها الفرج القريب
من مضار (الإحباط):
(1) الإحباط هو قرين اليأس والقنوط.
(2) تقليل الإنتاج اليوميّ.
(3) مدعاة لترك العمل والنبوغ، والقعود عن طلب معالي الأمور.
(4) الإحباط يحدث تقديم من يستحقّ التّأخير وتأخير من يستحقّ التّقديم.
(5) دليل على ضعف الإيمان[ ] وسوء الظّنّ بالرّحمن.
(6) دليل على ضعف الهم[ ] ّة وفقدان الشّخصيّة.
(7) تسود في المجتمع روح الكراهية والبغضاء.
من كتاب: نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم.
مصدر قولهم: أحبط عمله يحبطه، وأحبطه اللّه، وهو مأخوذ من مادّة (ح ب ط) الّتي تدلّ على بطلان أو ألم؛ يقال: أحبط اللّه عمل الكافر أي أبطله (مقاييس اللغة لابن فارس:[2/130]). وقال الرّاغب: أصل حبط الأعمال من الحبط، وهو أن تكثر الدّابّة أكلا حتّى ينتفخ بطنها (المفردات للراغب).
الإحباط اصطلاحًا:
قال الكفويّ: "الإحباط هو إبطال الحسنات بالسّيّئات" (الكليات:[1/72]). وقال أسعد رزق: "الإحباط (وترادفه الخيبة) هو إعاقة المرء عن بلوغ هدف ما، وسدّ الطّريق الّتي يسلكها نحو الوصول إلى هدفه، سواء أكان السّعي نحو الهدف سعيا واعيا أو غير واع" (موسوعة علم النفس[ ] :[1/11]). قلت: لقد شاع استعمال لفظ الإحباط في العصر الحديث بمعنى شعور الإنسان بالخيبة لفساد عمله وعدم تحقيق الغرض المقصود منه، ويعقب هذا النّوع من الإحباط حالة من اليأس ربّما تؤدّي لترك العمل بالكلّيّة.
وقال بعض الباحثين المحدثين: "الإحباط بمفهومه العصريّ يعني مجموعة من المشاعر المؤلمة تنتج عن عجز الإنسان عن الوصول إلى هدف ضروريّ لإشباع حاجة ملحّة عنده" (الصحة النفسية في ضوء علم النفس والإسلام لمحمد عودة محمد، وكمال إبراهيم موسى).
أنواع الإحباط:
حبط (إحباط) العمل على أضرب:
- الأوّل: أن تكون الأعمال دنيويّة (ليست صادرة عن ذي دين) فهي لا تغني شيئا يوم القيامة[ ] ، وقد أشار المولى إلى ذلك في قوله تعالى: {وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً} [الفرقان:23].
- الثّاني: أن تكون أعمالا دنيويّة لا يقصد بها صاحبها وجه اللّه (وذلك كأعمال الرّياء).
- الثّالث: أن تكون أعمالا صالحة يكون بإزائها سيّئات تزيد عليها، وهو المشار إليه بخفّة الميزان (بصائر ذوي التمييز:[2/424]).
أسباب حبوط العمل:
إنّ من يتأمّل آي الذّكر الحكيم والأحاديث الشّريفة الواردة في (الإحباط أو الحبط) يتّضح له أنّ هناك أسبابا عديدة تؤدّي لبطلان الأعمال وفقد ثوابها ممّا ينتج عنه خيبة أصحابها وخسرانهم في الدّنيا والآخرة.
متى يحدث الإحباط؟
يحدث الإحباط (بمفهومه الحديث) عندما يكون الشّخص مهيّئًا لتحقيق هدف ما ومستعدًّا لعمل ما يوصّله إليه، ثمّ يجد عائقًا يمنعه من أداء ذلك العمل أو يعوقه عن تحقيق هدفه.. فإنّ ذلك يؤدّي إلى التوتّر والضّيق والشّعور بالألم والحسرة ونحو ذلك من المشاعر المؤلمة النّاجمة عن هذا الإخفاق وذلك الإحباط.
ويختلف النّاس في الشّعور بالإحباط وفي القدرة على تحمّله بحسب ما يُدعى (عتبة الإحباط) الّتي توجد بدرجات متفاوتة، إذ توجد عند البعض بدرجة منخفضة وعند بعضهم بدرجة متوسّطة أو عالية، فالشّخص ذو عتبة الإحباط المنخفضة يشعر بسرعة، ويدركه في مواقف كثيرة، قد لا تسبّب الإحباط لكثير من النّاس، أمّا الشّخص ذو عتبة الإحباط المتوسّطة أو العالية، فلا يشعر بالإحباط إلّا في المواقف الّتي فيها عوائق شديدة، وفي استطاعة هذا الشّخص- بقوّة إرادته- أن يتحمّل مشاعر الإحباط وأن يتخطّاها.
معالجة الشعور بالإحباط:
لمعالجة الإحباط بعد وقوعه والوقاية منه قبل حدوثه عوامل عديدة تمكّن المجتمع الإسلاميّ من التّخلّص من آثاره الضّارّة، وأهمّ هذه العوامل:
1- تنمية الشّعور بالرّضا حتّى يقبل كلّ شخص ما قدّره اللّه له، وعلى كلّ منّا أن يضع هدفًا مناسبًا لقدراته وإمكاناته وظروفه ثمّ المثابرة وبذل الجهد لتحقيق ذلك الهدف.
2- على الإنسان أن يتعوّد على الأخذ بالأسباب، والصّبر على البلاء، وعدم اليأس أو القنوط إذا حدثت عوائق تحول بينه وبين النّجاح المأمول.
3- على المجتمع مساعدة الأسر الفقيرة كي لا يتعرّضوا للإحباط الشّديد النّاجم عن عدم القدرة على توفير احتياجاتهم الضّروريّة، وهنا تقوم فريضة الزّكاة بدور حاسم في القضاء على إحباطات الأسر الفقيرة.
4- على المجتمع أيضًا أن يعنى بطبقة العاطلين عن العمل والتّلاميذ المتأخّرين دراسيّا بمساعدة هؤلاء في حلّ مشكلاتهم وغرس قيم الصّبر والمثابرة وضبط النّفس والتّفاؤل حتّى يستطيعوا حلّ مشكلاتهم بأنفسهم، وعلى المحيطين بهؤلاء عدم إهانتهم أو تحقيرهم خاصّة إذا كانت عوامل فشلهم وإحباطهم خارجة عن إرادتهم.
بعض الآيات الواردة في (الإحباط):
1- {ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:88].
2- {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف:147].
3- {مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (15) أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:15، 16].
4- {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [الحجرات:2].
الأحاديث الواردة في ذمّ الإحباط:
1- عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنا أوّل النّاس خروجا إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشّرهم إذا أيسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربّي ولا فخر» (أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب).
2- عن حذيفة رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ رجلا حضره الموت[ ] ، فلمّا يئس من الحياة أوصى أهله: إذا أنا متّ فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا وأوقدوا فيه نارًا، حتّى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت فخذوها فاطحنوها ثمّ انظروا يومًا راحًا فاذروه في اليمّ، ففعلوا. فجمعه اللّه فقال له: لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك، فغفر اللّه له» (أخرجه البخاري[ ] ).
من الآثار وأقوال العلماء[ ] الواردة في ذمّ الإحباط:
- عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: "أكبر الكبائر الإشراك باللّه، والأمن من مكر اللّه، والقنوط من رحمة اللّه، واليأس من روح اللّه".
- قال أبو حاتم السّجستانيّ منشدًا:
إذا اشتملت على اليأس القلوب[ ] *** وضاق لما به الصّدر الرّحيب
وأوطأت المكاره واطمأنّت *** وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضّرّ وجها *** ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث *** يمنّ به اللّطيف المستجيب
وكلّ الحادثات إذا تناهت *** فموصول بها الفرج القريب
من مضار (الإحباط):
(1) الإحباط هو قرين اليأس والقنوط.
(2) تقليل الإنتاج اليوميّ.
(3) مدعاة لترك العمل والنبوغ، والقعود عن طلب معالي الأمور.
(4) الإحباط يحدث تقديم من يستحقّ التّأخير وتأخير من يستحقّ التّقديم.
(5) دليل على ضعف الإيمان[ ] وسوء الظّنّ بالرّحمن.
(6) دليل على ضعف الهم[ ] ّة وفقدان الشّخصيّة.
(7) تسود في المجتمع روح الكراهية والبغضاء.
من كتاب: نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم.