بسم الله الرحمن الرحيم
ما أقبح أن نرى شجاعًا جريئًا ولكن بلا أخلاق.. لم تجر عليه شجاعته سوى البطش بالضعيف والطغيان.. وما أقبح أن نرى فتاة شجاعة جريئة ولكن ليس في اتجاه الحق.. وإنما شجاعة في إبداء العورات والخضوع بالقول وإقامة العلاقات أو إحراج الزميلات بسلاطة اللسان[ ] وبذائة التعبيرات. وهذه ليست بشجاعة!
"فالشجاعة تجمع جملة من الفضائل وهي:
أ- كِبَرُ النفس[ ] : وهو الاستهانة باليسير، والاقتدار على حمل الكرائه، فصاحبه أبدًا يؤهل نفسه للأمور العِظام مع استخفافه لها.
ب- النَّجدة: وهي ثقة النفس عند المخاوف، حتى لا يُخامرها جزع.
ج- عِظم الهِمَّة: وهي فضيلة للنفس، تحتمِل بها سعادة الجدِّ وضدها، حتى الشدائد التي تكون عند الموت[ ] .
د- الثبات[ ] : وهو فضيلة للنفس، تقوى بها على احتمال الآلام، ومقاومتها في الأهوال خاصةً.
هـ- الحلم: وهو فضيلة للنفس، تكسبها الطمأنينة، فلا تكون شغِبَة، ولا يُحرِّكها الغضب بسهولةٍ وسرعة.
و- السكون: وهو عدم الطيش، فهو إمَّا عند الخصومات، وإمَّا في الحروب التي يذبُّ بها عن الحريم، أو عن الشريعة[ ] . وهو قوة للنفس، تقسُر حركتها في هذه الأحوال لشدتها.
ز- الشهامة: وهي الحِرص على الأعمال العظام، توقعًا للأحدوثة الجميلة.
ح- احتمال الكدّ: وهو قوة للنفس، بها تستعمل آلات البدن في الأمور الحسية، بالتمرين وحُسن العادة" (تهذيب الأخلاق[ ] ؛ لابن مسكويه، ص: [18]، بتصرُّف).
تحدَّث ابن القيم[ ] عن مراتب الشجعان فقال:
"أوَّل مراتبهم الهُمام؛ وسُمِّيَ بذلك لهِمَّته وعزمه، وجاء على بناء فُعَال كشجاع.
الثاني المِقدام؛ وسُمِّيَ بذلك من الإقدام، وهو ضد الإحجام وجاء على أوزان المبالغة، كمِعطاء، ومِنحار، لكثير العطاء، والنَّحر، وهذا البناء يستوي فيه المذكر والمؤنث، كامرأة مِعطار كثيرة التعطُّر، ومِذكار تلد الذكور.
الثالث الباسل: وهو اسم فاعل من بسل يبسل، كشرف يشرف، والبسالة الشَّجَاعَة والشدة، وضدها فشل يفشل فشالة، وهي على وزنها فعلًا ومصدرًا وهي الرذالة.
الرابع البطل: وجمعه أبطال وفي تسميته قولان:
أحدهما: لأنَّه يُبطِل فعل الأقران، فتبطُل عند شجاعة الشجعان، فيكون بطل بمعنى مفعول في المعنى؛ لأنَّ هذا الفعل غير متعدٍ.
والثاني: أنَّه بمعنى فاعل لفظًا ومعنى؛ لأنَّه الذي يُبطِل شجاعة غيره فيجعلها بمنزلة العدم، فهو بطل بمعنى مبطل.
ويجوز أن يكون بطل بمعنى مبطل بوزن مكرم، وهو الذي قد بطله غيره، فلشجاعته تحاماه النَّاس، فبطلوا فعله باستسلامهم له، وترك محاربتهم إيَّاه.
الخامس: الصنديد بكسر الصاد" (الفروسية: [503]).
ما أقبح أن نرى شجاعًا جريئًا ولكن بلا أخلاق.. لم تجر عليه شجاعته سوى البطش بالضعيف والطغيان.. وما أقبح أن نرى فتاة شجاعة جريئة ولكن ليس في اتجاه الحق.. وإنما شجاعة في إبداء العورات والخضوع بالقول وإقامة العلاقات أو إحراج الزميلات بسلاطة اللسان[ ] وبذائة التعبيرات. وهذه ليست بشجاعة!
"فالشجاعة تجمع جملة من الفضائل وهي:
أ- كِبَرُ النفس[ ] : وهو الاستهانة باليسير، والاقتدار على حمل الكرائه، فصاحبه أبدًا يؤهل نفسه للأمور العِظام مع استخفافه لها.
ب- النَّجدة: وهي ثقة النفس عند المخاوف، حتى لا يُخامرها جزع.
ج- عِظم الهِمَّة: وهي فضيلة للنفس، تحتمِل بها سعادة الجدِّ وضدها، حتى الشدائد التي تكون عند الموت[ ] .
د- الثبات[ ] : وهو فضيلة للنفس، تقوى بها على احتمال الآلام، ومقاومتها في الأهوال خاصةً.
هـ- الحلم: وهو فضيلة للنفس، تكسبها الطمأنينة، فلا تكون شغِبَة، ولا يُحرِّكها الغضب بسهولةٍ وسرعة.
و- السكون: وهو عدم الطيش، فهو إمَّا عند الخصومات، وإمَّا في الحروب التي يذبُّ بها عن الحريم، أو عن الشريعة[ ] . وهو قوة للنفس، تقسُر حركتها في هذه الأحوال لشدتها.
ز- الشهامة: وهي الحِرص على الأعمال العظام، توقعًا للأحدوثة الجميلة.
ح- احتمال الكدّ: وهو قوة للنفس، بها تستعمل آلات البدن في الأمور الحسية، بالتمرين وحُسن العادة" (تهذيب الأخلاق[ ] ؛ لابن مسكويه، ص: [18]، بتصرُّف).
تحدَّث ابن القيم[ ] عن مراتب الشجعان فقال:
"أوَّل مراتبهم الهُمام؛ وسُمِّيَ بذلك لهِمَّته وعزمه، وجاء على بناء فُعَال كشجاع.
الثاني المِقدام؛ وسُمِّيَ بذلك من الإقدام، وهو ضد الإحجام وجاء على أوزان المبالغة، كمِعطاء، ومِنحار، لكثير العطاء، والنَّحر، وهذا البناء يستوي فيه المذكر والمؤنث، كامرأة مِعطار كثيرة التعطُّر، ومِذكار تلد الذكور.
الثالث الباسل: وهو اسم فاعل من بسل يبسل، كشرف يشرف، والبسالة الشَّجَاعَة والشدة، وضدها فشل يفشل فشالة، وهي على وزنها فعلًا ومصدرًا وهي الرذالة.
الرابع البطل: وجمعه أبطال وفي تسميته قولان:
أحدهما: لأنَّه يُبطِل فعل الأقران، فتبطُل عند شجاعة الشجعان، فيكون بطل بمعنى مفعول في المعنى؛ لأنَّ هذا الفعل غير متعدٍ.
والثاني: أنَّه بمعنى فاعل لفظًا ومعنى؛ لأنَّه الذي يُبطِل شجاعة غيره فيجعلها بمنزلة العدم، فهو بطل بمعنى مبطل.
ويجوز أن يكون بطل بمعنى مبطل بوزن مكرم، وهو الذي قد بطله غيره، فلشجاعته تحاماه النَّاس، فبطلوا فعله باستسلامهم له، وترك محاربتهم إيَّاه.
الخامس: الصنديد بكسر الصاد" (الفروسية: [503]).