ملاك العذاب كتب: ملاك العذاب كتب: وهذا جزئ من القصة
وجدت نفسي هائمة في انحاء العالم لم استطع البقاء في منزلي الذي اشتدت فيه الحروب فخرجت لاطوف البلاد لعلي ارتاح فكانت اول وجهة لي هي الميناء فاشتريت تذكرة لاول رحلة لم اعلم ما هي وجهتي لاني كنت مظطربة الافكار الى ان وصلت الى جزيرة ساحرة الجمال في تلك الاثناء قلت في نفسي: "إن هذا الشعور كشعور من وجد شيئافقده لآلاف السنين ووجده الآن" بدات اطوف انحاء الجزيرة و كلما بدات اتعرف عليها اكثر كلما اردت الرحيل منها اسرع
في احد الليالي خرجت اتمشى على الشاطئ فإذا بي اشعر بدوار غريب لم يحدث لي مثله من قبل شعرت اني ساغرق في دوامة الامواج لان مد البحر في ذلك اليوم كان مرتفعا و لم افق الا على قطرات مياه الامطار التي داعبت وجهي و بدات اسمع اصوات غريبة كانها اصوات ناس في جنازة فتحت عيناي بصعوبة فوجدت احد الاشخاص يقول لي: "يا آنسة انت بخير ؟احيبي." في تلك الاثناء بالظبط كنت اسمع كذلك صوت اناس اخرين يقولون: "لقد افاقت نحمد الله لقد افاقت." حاولت الجلوسلكن ذلك الحشد الكبير منعني فقد ازداد وضعي سوءا الى ان صرخت احدى الفتيات
قالت: " انتم تخنقونها اتركوا لها مجالا للتنفس." ثم تقدمت نحوي محاولة مساعدتي للنهوض بعدما وقفت شكرتها ثم بدات بسؤالي عن حالي و ان كانت هذه المرة الاولى التي حدث لي مثل هذا الامر و كل ما دار في فكري انها طبيبة فقلت لها: " يا آنسة يبد انك طبيبة. " فأجابت: " معك حق فانا اعمل بمستوصف هذه المنطقة."
-قلت: " لم تحدث لي مثل هذه الحالة من قبل لكن لا اظن انك تستطيعين مساعدتي فمشكلتي اكبر من ذلك."
-الطبيبة:" اخبريني ما هي قصتك لعلي اساعدك ."
قلت لها و احوالي قد ازدادت سوءا بعد تذكر آلامي: " لا اظن ان احدا عانى مثل معاناتي فانا لم ابتسم يوما في حياتي فبعد ولادتي ب5 سنوات و بالضبط في يوم عيدي ميلادي الخامس كانت امي عائدة من عملها كما هي الاحوال دائما لكن حدث شئ مريع لم يكن في الحسبان فقد كان ذلك اليوم ماطرا و فرامل سيارة والدتي كانت تحتاج للصيانة فبعد ان حاولت ان تخفف السرعة لم تستطع فضغطت على الفرامل التي زادت الوضع سوءا فقد خرجت السيارة عن المسار و سقطت من اعلى الجرف فلم تستطع امي النجاة و بعد وفاتها بأيام لم يحترم ابي ذكرى وفاتها فقام من فوره بالزواج و كانت زوجته كسب رضاي لكنني لم استطع منحها اياه ففي تلك الفترة اصبت بأزمة نفسية حادة لم استطع تجاوزها الى الان..."
قاطعتني الطبيبة: " هذا جيد فقليل من الناس يحصلون على زوجات اب جيدات."
فقلت لها: " لم يكن هذا الحب لسواد عيناي او لحبها لي بل لان والدي كان يضع الجميع تحت تصرفي و كان يلبي جميع رغباتي لكنه لم يمنحني الحنان الذي اريده فكانت زوجته دائما تحاول استغلالي من اجل ان اطلب من ابي تنفيذ رغباتها و ما زاد الامور سوءا اكثر ماهي سيئة هي عندما عرفت الزوجة الثانية انها حامل فزادت رغباتها و بدات تريد ان تكون مدللة و انا كنت اشعر برغبة كبيرة بداخلي في ان ارى جميع من حولي تعساء ، يعانون لاشفي غليلي و هكذا مرت السنوات و صرت اتشاجر مع الجميع عند دخولي و خروجي لا اعرف لما ربما لاني لم اتلقى الحنان الذي اريده او لاني لأزال متاثرة بسلسلة الاحداث التي جرت معي في الماضي او ربما لاني كنت اريد ان اكون اسعد فتاة في العالم ولم تتحقق رغباتي."
الطبيبة تقول: "و ماذا ستفعلين الان ؟ "
اجبتها: " لعلي ساعود لبيتي لاواجه الامور بدل الهرب منها."
الطبيبة: " اتمنى لك النجاح في مواجهة امورك ."
و انا اشعر بارتياح كبير: " انا اشكرك ، كنت بحاجة الى مثل هذه المحادثة فبعد الحوادث المتتالية التي عرفتها اصبحت عدائية مع الجميع."
نظرت الى الساعة فتفاجأت انها اصبحت الواحدة بعد منتصف الليل فوقفت و استأذنت من الطبيبة قائلة : " علي الرحيل لارتاح لان هناك رحلة طويلة امامي."
الطبيبة: " ان امكن اريد رقم هاتفك لنتواصل ."
فقلت لها :"تفضلي بطاقتي فيها كل المعلومات عني ." ثم رحلت
بعدما عدت الى وطني وواجهت كل مشاكلي ارتحت نفسيا الى ان تفاجات في احد الايام باتصال رقم غريب فاجبت على الهاتف قائلة: " مرحبا ؟."
المتصل يجيبني: " مرحبا يا آنسة انا الطبيبة التي التقيت بها في الجزيرة ."
اجبتها:"صحيح تذكرتك ، نعم اتحتاجين لشئ فقد مرت اكثر من 5 سنوات من لقائنا ."
الطبيبة:" لا يبد انني ازعجتك باتصالي ، انا آسفة ..."
قاطعتها:" لا ، بل استغربت من اتصالك فقط ."
سالتني:" انا اريد ان اطلب منك اخباري بماذا استفدت عندما تحدثتي عن نفسك ."
اخبرتها :" انا اعلم ان الحياة قلما تكون مماثلة لرغبات الانسان لذلك عليه ان يواجهها و ان لا يستسلم لها و ستركها تاخذه في رحلة الى المجهول كما فعلت انا في بادئ الامر لكني الان احمد الله اني تداركت الامر في الوقت المناسب و الفضل كله لك . "
الطبيبة :" لا داعي للشكر فقد فعلت ما يمكن لاي شخص فعله ، اردت اعلامك بانني سآتي لزيارتك اخبريني ،أ عنوانك في البطاقة هو نفس العنوان."
فقلت لها:" نعم هو ، انا سعيدة بقدومك لزيارتي."
بعدما انهيت مكالمتي قلت في نفسي:"انا سعيدة لاني صرت اواجه الحياة كالابطال لا ان اهرب كالنعام."
و هنا تنتهي القصة و انا اتمنى ان تكون قد اعجبتكم يا اعضاء منتدى كايتو كيد كما اتمنى ان تكونوا قد استفدتم منها